الطفــل الأصم-تعريف:
يعرف الأصم من الناحية الطبية بأنه ذلك الذي حرم من حاسة السمع ( منذ ولادته) إلى درجة
تجعل الكلام المنطوق مستحيل السمع مع أو دون معينات سمعية ، أو هو الذي فقد القدرة السمعية قبل تعلم الكلام أو الذي فقدها بمجرد إن تعلم الكلام لدرجة أن أثار التعلم فقدت بسرعة.
02-خصائص الطفل الأصم:
و ينبغي الإشارة إلى أن الإعاقة السمعية ليس لها التأثير نفسه على جميع الأشخاص المعوقين سمعيا ، فهؤلاء الأشخاص لا يمثلون فئة متجانسة فلكل شخص خصائص فريدة ، لكن نجمع هنا الخصائص التي يشترك فيها و هي:
أ- الخصائص اللغوية:
لا شك في أن النمو اللغوي هو أكثر مظاهر النمو تأثيرا بالإعاقة السمعية ، فهي تأثر سلبيا على جميع جوانب النمو الغوي ، و بدون تدريب منظم و مكثف لن تتطور لدى الشخص المعوق مظاهر النمو اللغوي الطبيعية . فالمعوقون سمعيا بحاجة إلى تعليم هادف متكرر فالشخص المعوق سمعيا سيصبح أبكما إذا لم تتوفر له فرصة التدرب الخاص الفاعل.
ب- الخصائص المعرفية:
لا يبدو أن الإعاقة السمعية تؤثر على الذكاء فقد اشارت بحوث عديدة إن مستوى ذكاء الأشخاص المعوقين لا يختلف على مستوى ذكاء العاديين ، و اشارت دراسات أخرى إلى أن المعوقين سمعيا لهم القابلية للتعلم و التفكير التجريدي مالم يكن لديهم تلف دماغي مرافق للإعاقة ، و لحد الآن لازال الجدل قائما حول اثر الإعاقة السمعية على النمو المعرفي ، و لذلك فهم يؤكدون أن المفاهيم المتصلة باللغة هي وحدها الضعيفة لدى المعوقين سمعيا و إن اللغة الاشارية هي لغة حقيقية.
ج-الخصائص الجسمية و الحركية:
لم يحظ النمو الجسمي و الحركي لدى الأطفال المعوقين سمعيا باهتمام كبير من قبل الباحثين في ميدان الطفولة أو التربية الخاصة.
إن الفقدان السمعي ينطوي على حرمان الشخص من الحصول على التغذية الراجعة السمعية مما ياثر سلبا على وضعه في الفراغ و على حركات جسمية و لذلك فان بعض الأشخاص المعوقين سمعيا تتطور لديهم و أوضاع جسمية خاطئة ، أما النمو الحركي لهؤلاء الأشخاص فهو متأخر مقارنة بالنمو الحركي للاشخاص المعوقين سمعيا.
د- الخصائص الاجتماعية – الانفعالية:
إن افتقار الشخص المعوق سمعيا إلى القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين و كذلك أنماط التنشئة الأسرية قد تقوم إلى عدم النضج الاجتماعي والاعتمادية ، ومن المعروف أن الأشخاص المعوقين سمعيا يميلون للتفاعل مع أشخاص يعانون مما يعانون منه وهم يفعلون ذلك ربما بسبب حاجتهم إلى التفاعل اجتماعيا و الشعور بالقبول من الأشخاص الآخرين ، و من جهة أخرى توضح الدراسات أن مفهوم الذات لدى الأشخاص المعوقين سمعيا يتصفون بعدم الدقة فهو غالبا ما يكون مبالغا فيه.
أما من حيث الخصائص النفسية و الانفعالية فلا احد مطلع يستطيع إن ينكر حقيقة أن الإعاقة السمعية قد تؤثر بشكل مباشر و غير مباشر على التنظيم السيكولوجي الكلي للإنسان ، على أن ذلك لا يعني أن الصمم يقود بالضرورة إلى سوء التوافق النفسي و هو أيضا لا يعني إن ثمة تأثيرا محددا قابلا للتبوء لدى جميع الأشخاص المعوقين سمعيا لكن تأثير الإعاقة السمعية يختلف اختلافا جوهريا من إنسان إلى أخر .
و قد أشار مورس ( 1982 Moores ) إلى أن الدراسات المرتبطة بالخصائص النفسية للأشخاص المعوقين سمعيا قد أخذت منحنيين : احدهم يمكن تسميته المنحني ألانحرافي و الثاني المنحني النهائي الطبيعي يركز المنحني الأول على الفروق بين الأشخاص المعوقين سمعيا و الأشخاص الذين يتمتعون بسمع عــادي و يعالج الفـــروق بوصفهـــا
مؤشرات على الانحراف أما المنحني الثاني فهو يهتم بتحليل الخصائص النفسية للأشخاص المعوقين سمعيا ليس من اجل تحديد أوجه الاختلاف بينهم و بين الأشخاص الذين يتمتعون بسمع عادي و إنما من اجل تحديد الظروف إلى ينبغي توفيرها لكي ينمو هؤلاء الأشخاص نمو سويا إلى أقصى درجة ممكنة و يتصف هذا المنحنى بكونه منحنى ايجابيا حيث انه يقوم على افتراض مفاده أن شخصية الإنسان المعوق سمعيا تنمو تبعا لذات المبادئ التي تنمو شخصية الناس جميعا تبعا لها و أن الحاجات النفسية للناس جميعا متشابهة.
* كيف تتعامل مع الطفل الأصم :
إليك أخي القارئ بعضا من الجوانب التي تفيدك و أن تتعامل مع المعاق سمعيا منطلقا من انه يحتاج تبعا لإعاقته شيئا من الخصوصية ليستطيع هو أنت الوصول للغة الحوار و التفاهم البناء.
- لا تعامل المعاق سمعيا عن طريق إعاقته بل على أساس ما يملكه من قدرات و خصائص لا تحاول أن تتجاهل ما يرتكبه الأصم من أخطاء بل حاسبه كما تحاسب السامعين افهمه مكامن الرجولة عند معاملة الآخرين و لا تبحث عن أعذار لما يبديه من تصرفات لا تليق .
- و أنت تحاوره أو تتعامل معه خذ في الحسبان كيف يعامله الآخرون و خاص أسرته و تذكر أن اللغــة المقــروءة
و المكتوبة تمثل حاجزا مهما يصعب على غالبية المعاقين سمعيا تجاوزه.
- في المجتمع المحيط بالمعاق سمعيا هناك قلة من الأفراد تفهمه و تحاوره فهل كنت أمينا معه ناصحا له.
- إذا كان عنده الأصم موهبة أو إبداع فانه سيجد راحة كبيرة عندما تساعده وتظهرها للآخرين.
- اخبره بما استجد من أخبار و خذ رأيه فيما يقع من أحداث.
- إذا كان معك في مجلس فلا تهملــــه
و اقتطع وقتا قصيرا لإفهامه ما يدور من حديث .
- حاول أن تعرفه بالمتحدثين و عرف المتحدثين به فكثير من الناس يجد متعة و هو يحاور المعاق سمعيا.
- اخبره بان لا يغضب عند ما لا يبالي الآخرون به أو تبدو منهم تصرفات لا تليق بالمعاقين سمعيا فقد يكون لهم العذر لعدم معرفة لغة التفاهم معهم .
- حذره بان لا يتخذ قدوة من احد بسبب قدراته القيادية و غيرها بل أوضح له أهمية الخلق و الدين في القدوة عند الناس و أثرها في تكوين شخصية محبوبة مستقلة بالخلق الحسن و العمل الصالح.
- اخبره عن مزايا اللغــــة المنطوقـــة
و طريقــة الحديــــــــــث العاديــــــة
و خصائصها ليدرك كيف يتفاهم الناس مع بعضهم البعض و أوضح له كذلك مزايا التحاور الاشاري و ما يحتويه من جوانب جميلة .
- حاول أن تتناسى إعاقته عندما تحاوره في موضوع مهم لأشعاره أن إعاقته لا تستلزم بذل الجهد لإفهامه موضوعا ما .
- أخيرا ابعد أي نوع من التكلف
و أنت تختلط بهم و تحاورهم.
عن الايادي الناطقة الطبعة الاولى