أنا رجل في الخمسين من العمر، عشت طوال حياتي شريفا وأمينا، الكل يشهد لي بالخصال الحميدة، لكن ما حدث لي مؤخرا جعلني في نظر الناس المنحط الذي تعذر عليه الإمساك بزمام أمور عائلته، لأن ابنتي اقترفت جرما أطاح بشرفي وجعله في الدرك الأسفل.
في غفلة من أمري بعدما حسبتها تتابع دروسها في الثانوية، احتكت ابنتي برفاق السوء الذين زينوا لها بعض الأعمال الخارجة عن القانون فاتبعت طريقهم، بعدما كوَنوا مجموعة أشرار، كانت تنشط في إحدى المناطق، كان دور ابنتي إغراء الضحية لكي توقع به ليأتي بعد ذلك دور الشباب الذين تم إلقاء القبض على أحدهم فما كان منه إلا الاعتراف على شركاءه.
اعترفت ابنتي بكل الأفعال التي قامت بها أمام قاضي التحقيق، مما كشف العديد من التجاوزات، لقد تم تكييف القضية في قسم الجنايات ومازال حتى الآن لم ينظر في أمرها، أما ابنتي فقد أودعت السجن في انتظار المحاكمة، لقد حاولنا التستر على فعلتها، لكن الخبر شاع وانتشر بسرعة النار في الهشيم، مما جعلني وكل أفراد عائلتي نشعر بالخزي، فأكثر من تضرر شقيقتها التي تخلى عنها خطيبها لأنه رفض مصاهرة عائلة مشبوهة.
إخواني الاخصائيين، لقد امتنعت عن زيارة ابنتي وحذرت زوجتي أن تفعل ذلك، لكني لست مرتاحا، صورتها في السجن تأبى أن تفارقني، أرغب في بعض الأحيان التبرؤ منها لكني سرعان ما أتراجع لأتساءل في قرار نفسي، هل أخطأت في طريقة تنشئتها؟ أجحفت في تربيتها؟ هل يقع علي جانب من مسؤولية ما حدث، علما أن والدتها لا تتوقف عن البكاء، بسبب هذه المصيبة التي حلت بنا، فماذا أفعل هل يجب علي مساعدتها أم التخلي عنها نهائيا لكي تتحمل نتيجة أفعالها الطائشة؟ ارجوكم ماذا افعل؟